سر بقائي .. ٢

مرت الأيام بسرعة

فحان وقت الخروج من المشفى

أتت امي لمساعدتي في لملمة أغراضي

و ذهب حبيبي لانهاء اجراءات الخروج

بدلت ثياب صغيري "علي" و نزلنا الى اللوبي

حيث انهى حبيبي كل شيء فركبنا السيارة و اتجهنا الى منزل والدتي

استقبلوني أبناء أخي الصغار .. فكانوا متلهفين لرؤية الفرد الجديد من العائلة

عند دخولي غرفتي وضعت طفلي على السرير ريثما أغير ثيابي

لم أتغيب طويلاً رجعت فوجدت الأطفال جالسين حوله يناغونه

"هاا صدتكم شقاعد تسوون " قلت للأطفال

"عمتي شكله غير عن لمن شفته بالمستشفى" قالت شهد وهي مستغربة

لأخي الأكبر أربعة أبناء .. ثلاثه منهم أولاد و فتاة

فهد و يبلغ من العمر احدى عشر سنة

يصغره بسنة حسن

يليه في الترتيب خالد و يبلغ سبعة سنين

و أخيراً شهد الصغرى تصغر خالد بسنة

تدخل أمي فترد على شهد " ايي يمه أول أربعين يوم الياهل كل يوم شكل"

يضحك خالد فيقول " يعني ويهه مو عاجبة يبي يختار الي يبيه "

تبتسم أمي " تقدر تقول "

يدخل حبيبي مقاطعاً " ِشلون الحلوه اليوم .. أوو أشوف اليهال كلهم متيمعين عندج و أنا أقول وين راحوا "

أرد عليه " حياك حبيبي .. ايي مستانسين عندهم ياهل يديد يلعبون معاه "

جلسنا جميعاً في هذا اليوم تحدثنا عن شتى المواضيع

أتى الليل بسرعة حيث غمس مخالبه في السماء فعم السواد

و ذهب الجميع الى منازلهم لينعموا بنوم هادئ و مريح

فها أنا اليوم أستقبل أحلى التهاني من أقربائي و صديقاتي ليتحمدوا لي على سلامة ولادتي

فبعد بضعة أيام جاء الوقت لعودة الصغير الى المشفى لاجراء بعض الفحوصات الروتينية له

مرت الأيام بسرعة

فأصبح له سنّين في الأمام عندما أكمل شهره السادس

و الغريب في الأمر أنه لم يحبي بل مشا أول خطوة له في الشهر التاسع

كم كانا يومين مميزين لا أستطيع نسيان هذا اليوم عندما رأيت صغيري "علي" يقف على رجليه

فاليوم أكمل "علي" عامه الأول

أتذكره عندما نطق كلمته الأولى : "بابا" هذا كانت أول كلمة خرجت من لسانه

لا أستطيع وصف شعوري عندما سمعته ينطق هذه الكلمة

فشعرت باحساس غريب يغزو مشاعري و يهيج في أحاسيسي

انه فعلاً احساس لا يوصف .. غريب .. و بطريقة مذهلة ممتع

لا تستطيع الاحساس به الا أماً مهما فرح والده أو أي فرد كان من العائلة

فيبقى هذا الشعور مميز للأم